أَوْلى
على أن يخلق بشرًا من غير أب، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَۖ خَلَقَهُۥ مِن
تُرَابٖ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾
[آل عمران: 59]، فكما قال الله لآدم عليه السلام: ﴿كُن﴾فكان إنسانًا سويًّا. كذلك
قال سبحانه وتعالى لعيسى: ﴿كُن﴾فكان بإذن الله وأمر الله
سبحانه وتعالى.
﴿وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ﴾ [البقرة: 87] أي: المعجزات التي تدل على صدق رسالته،
سُميت بينات لأنها تبين الحق من الباطل. وتسمى معجزات لأن البشر لا يستطيعونها، وإنما
هي من صنع الله سبحانه وتعالى للدلالة على صدق رسوله. وتسمى آيات، والآية:
الدلالة؛ لأنها تدل على صدق من هي على يده من رسله. فهي بينات ومعجزات وآيات.
﴿وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ﴾
[البقرة: 87] ما المراد به؟
على
أقوال، أصحها أنه جبريل عليه السلام، فهو روح القدس، وكان عيسى عليه السلام يؤيده،
ويقويه، ويحميه ممن أراد به سوءًا.
و
القدس: هو الطُّهر.
و
الروح: يطلق على معانٍ:
يطلق
على القوة، ﴿وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ﴾
[المجادلة: 22]، أي: بقوة.
ويطلق
على الوحي، ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ﴾
[الشورى: 52]، وهو القرآن العظيم، سمَّاه الله روحًا لأنه تحيا به القلوب بعد
موتها.
ويطلق
الروح على جبريل عليه السلام: ﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ﴾
[الشعراء: 193] وهو جبريل عليه السلام.
وقيل: المراد بروح القدس: الروح التي في عيسى عليه السلام من أثر نفخة جبريل عليه السلام بأمر الله سبحانه وتعالى. فعيسى عليه السلام يسمى روح الله، والقدس: هو الله، أي: روح الله؛ لأنه خُلِق بكلمة من الله عز وجل.