وكان
الأَوْلى باتباع الرسول هم بنو إسرائيل؛ لأنهم أهل كتاب، ويعلمون صدق هذا الرسول
صلى الله عليه وسلم، فكانوا أَوْلى الناس بأن يتبعوه لو كانوا يريدون الحق، ولكنهم
لا يريدون الحق.
وهذا
قديم فيهم، ليس مع محمد صلى الله عليه وسلم، بل مع أنبيائهم، مِن قديم يعادون
الرسل ويقتلونهم.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ﴾ [البقرة: 91] من القرآن، يعني: صَدِّقوه واتَّبِعوه
واعملوا به.
﴿ءَامِنُواْ﴾آمِنوا
بقلوبكم وبألسنتكم وبأعمالكم.
﴿بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّه﴾
[البقرة: 91] فهو سبحانه لم يقل: «آمِنوا بما أُنْزِل على محمد» بل قال: ﴿ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّه﴾
[البقرة: 91] لأنه ما دام أنه من عند الله، فالواجب اتباعه دون نظر إلى مَن
نَزَل عليه، سواء أُنْزِل على محمد صلى الله عليه وسلم أم على موسى عليه السلام أم
على عيسى عليه السلام، أو على غيرهم من الرسل - عليهم الصلاة والسلام -.
فليس
العبرة بالأشخاص، العبرة بما أَنْزَل الله. وهذا فيه قطع لدابر التعصب؛ لأنه لو
قال: «آمِنوا بما أُنْزِل على محمد» لقالوا: «نحن عندنا ما أُنْزِل على موسى عليه السلام،
نؤمن به». فالله عز وجل قطع عليهم الطريق فقال: ﴿بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّه﴾
[البقرة: 91]. فماذا كان جوابهم؟
﴿قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾
[ البقرة: 91] هذا هو التعصُّب، يعنون التوراة التي أنزلها الله على موسى
عليه السلام، والنصارى يعنون الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام.
وهذا حق، ولكن الإيمان يشمل كل ما أنزل الله، ولا يقتصر على ما نزل على موسى عليه السلام أو ما نزل على عيسى عليه السلام أو ما نزل على