×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

محمد صلى الله عليه وسلم فقط؛ بل يجب الإيمان بكل ما أنزل الله على جميع الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -.

لكنهم يتعصبون ويقولون: ﴿قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَامع أنهم يؤمنون ببعض ما أنزل الله، ويكفرون ببعض ما أنزل الله، من باب الهوى؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ [البقرة: 91]، أي: غير ما أُنْزِل عليهم، فيكفرون بما أنزل الله على عيسى عليه السلام، ولا يعترفون برسالة عيسى عليه السلام. ويكفرون بما أُنْزِل على محمد صلى الله عليه وسلم.

وما هذه طريقة المؤمن، المؤمن يتبع الحق ويدور مع الحق أينما دار، والحق ضالة المؤمن أنِّى وجده أخذه، ولا يقول: «أنا ما أؤمن ولا أتبع إلا مذهبي» أو «ما أتبع إلا قول فلان». الواجب على كل مؤمن على وجه الأرض؛ أن يؤمن بما أنزل الله، سواء أنزله على موسى عليه السلام، أم على عيسى عليه السلام، أم على محمد صلى الله عليه وسلم، دون تعصب ودون حَجْر للحق في طائفة أو في مذهب. هذا هو الواجب.

وهذا أيضًا فيه رَدٌّ على كل متعصب من هذه الأمة، مِن الذين يتعصبون لمذاهبهم ويتعصبون لأقوال أئمتهم؛ لأن هذا فيه شبه من اليهود الذين قالوا: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ [البقرة: 91] يعني: يجحدون غير ما أُنْزِل عليهم ويكذبونه. فالذي يتعصب لمذهب من المذاهب، أو يتعصب لقول إمام من الأئمة وإن كان مخالفًا للدليل؛ فهذا فيه شبه من اليهود.

لأن الواجب على جميع المسلمين أن يتبعوا الدليل من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون نظر إلى الأشخاص والمذاهب والأحزاب والجماعات، فالتعصب ممنوع.


الشرح