ومنها:
ما ذَكَره الله في هذه الآية، أنهم قالوا: لو كان الذي نزل بالقرآن غير جبريل
لآمنَّا به، لكن ما دام نزل به جبريل فجبريل عدو لنا فلا نؤمن به.
أما
قولهم: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾ [البقرة:
91] فهذا معناه أنهم يجحدون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، ويقولون: نحن في
غِنى عن محمد صلى الله عليه وسلم، عندنا كتاب وعندنا رسول، نؤمن بما أُنْزِل
علينا، فلسنا بحاجة إلى أن نؤمن بالقرآن.
وهذا
معناه جحود أن النبي صلى الله عليه وسلم أُرْسِل إلى الثقلين الجن والإنس، ومنهم
اليهود والنصارى.
وهذا
كذب على الله سبحانه وتعالى، إما أن يقولوا: إن محمدًا غير رسول. وإما أن يقولوا:
إنه رسول ولكن رسالته ليست إلينا، وإنما هي للعرب خاصة. وهذا تَحَكُّم منهم وكذب
على الله سبحانه وتعالى.
فإن
الله أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم لجميع الجن والإنس، وأوجب طاعته على الثقلين،
وأوجب على الثقلين اتباع هذا القرآن الكريم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ليس رسولاً
إلى العرب فقط، وإنما هو رسول الله إلى الناس كافة، وكتاب الله للناس كافة.
كما
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ
أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [سبأ: 28].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فََٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158]. والنبي الأمي: أي محمد صلى الله عليه وسلم.