هذا
النبي من بني إسحاق! إذن صاروا يتبعون هواهم، ولا يتبعون ما أنزل الله عز وجل.
﴿نَبَذَ فَرِيقٞ﴾
[البقرة: 101]، قال: ﴿فَرِيقٞ﴾ولم يقل: «الكل» لأنه ما كل اليهود اتصفوا بهذا الوصف.
والله جل وعلا عادل في حكمه لا يظلم أحدًا.
﴿نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ﴾
[البقرة: 101]، أي: التوراة التي فيها أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم،
والتي يزعمون أنهم يؤمنون بها، ويقولون: نؤمن بما أنزل علينا.
﴿وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ﴾ [البقرة:
101] حَمَلهم الكِبْر وحَمَلهم الحسد على أن طرحوا كتابهم الذي بأيديهم؛ استهانةً
به واستخفافًا به، كأنه الشيء الحقير الذي لا قيمة له.
﴿كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾
[البَقَرَة: 101]، مع أنهم علماء وأهل كتاب. فهذا تعيير لهم وتوبيخ لهم؛ لأن
الواجب على العالِم أن يعمل بعلمه ولو خالف هواه. أما أن يتبع هواه ولو خالف
الكتاب؛ فهذا كأنه لا يعلم، فهو والجاهل سواء، بل الجاهل أخف منه؛ لأن الجاهل لا
يدري، وهذا يدري؛ لأنه عصى الله على بصيرة، ﴿كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾.
وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
الصفحة 20 / 533