·
وَصَف الرسول بثلاثة أوصاف:
الوصف
الأول: أنه رسول ومُبَلِّغ فقط.
الوصف
الثاني: أنه من عند الله، رسول من عند الله، لا من عند غيره.
الوصف
الثالث: أنه مصدق لما معهم من التوراة، جاء بما يوافقها، ولم
يأتِ بما يخالفها، مصدق لما معهم.
فكان
يجب عليهم أن يؤمنوا؛ لأنه رسول من عند الله، ولأنه مصدق لما معهم. لكن ماذا حصل
منهم؟
﴿نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ
وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 101]. ﴿نَبَذَ﴾أي طَرَح. ﴿فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ﴾وهم
اليهود، ﴿ٱلۡكِتَٰبَ﴾وهو التوراة التي فيها أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ
مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي
كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ [الأعراف: 157].
هذه
أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل، يقرءونها ليلاً ونهارًا.
بل كانوا قبل أن يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم يتوعدون المشركين ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89]، كانوا يتوعدون المشركين ويقولون: سيُبعث نبي في آخر الزمان نكون معه فنقاتلكم، فنقتلكم قتل عاد!! ﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ﴾ [البقرة: 89]، لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم الذي عرفوه بالتوراة والإنجيل، كفروا به. والسبب الحسد والكبر، والعياذ بالله، قالوا: كيف نطيع نبيًّا من العرب لا من بني إسرائيل؟! كان الواجب أن يكون