النوع
الرابع: العكس، ما فيه خير وشر، ولكن خيره أكثر من شره، ونفعه
أكثر من ضرره. فهذا مباح مشروع، وتدخل المضرة الجزئية في المصلحة العامة.
فما
كان نفعه أكثر من ضرره، وخيره أكثر من شره؛ فإن هذا مشروع ومباح.
فالجهاد
في سبيل الله فيه خير، وهو إعلاء كلمة الله ونشر الإسلام. وفيه ضرر وهو القتل
والجراح. لكن الخير الذي فيه أكثر من الضرر؛ ولذلك شرعه الله سبحانه وتعالى.
النوع
الخامس: ما تساوى خيره وشره، وهذا حرام أيضًا.
إذن
الحرام ثلاثة أقسام: ما كان ضررًا محضًا؛ مثل السحر
والكفر والشرك. وما كان ضرره أكثر من نفعه. وما كان ضرره ونفعه متساويين. أما ما
كان خيرًا خالصًا لا ضرر فيه، أو ما كان خيره أكثر من شره - فهذا مباح.
ثم
قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ
خَلَٰقٖۚ﴾ [البقرة: 102]، وهذا دليل آخر على أن السحر كفر؛ لأن
الذي ليس له في الآخرة من خلاق هو الكافر. والساحر ما له في الآخرة من خلاق بنص
هذه الآية، فهذا دليل على أن السحر كفر، تَعَلُّمه وتعليمه، نسأل الله العافية.
ومعنى:
﴿ٱشۡتَرَىٰهُ﴾أي استبدل السحر بكتاب الله عز وجل؛ لأن اليهود
استبدلوا السحر بكتاب الله التوراة، وهم يعلمون أن مَن فعل ذلك أنه ليس له في الآخرة من خلاق، أي: ليس له نصيب من الجنة، والعياذ بالله.