مَا
اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ»([1]).
فالأسئلة
للرسول أو الأسئلة للعلماء إذا كانت لا فائدة فيها أو لا يحتاجها الناس، فهي منهي
عنها؛ ولهذا نهى عنها صلى الله عليه وسلم، وقال: «إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ
ثَلاَثًا، وَرَضِيَ لَكُمْ ثَلاَثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلاَ
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا
لِوُلاَةِ الأَْمْرِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ،
وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»([2]).
أما
الذي له حاجة فالله تعالى يقول: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ
إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنبياء:
7]. فالسؤال عما يحتاجه الإنسان في دينه واجب، إذا كان لا يعلم ما يجب عليه. أما
أنه يَسأل عن الأمور التي ليس له فيها مصلحة: لماذا يَنسخ الله بعض الآيات ويَترك
بعض الآيات؟! فهذا لا داعي له ولا حاجة إليه.
وإذا
كانت أسئلة تعنتية فهذه لا يجوز السؤال عنها، ولا يجوز الجواب عنها؛ ولهذا قال
تعالى: ﴿أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسَۡٔلُواْ
رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ﴾
[البقرة: 108].
ثم قال عز وجل: ﴿وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾ [البقرة: 108]، هذا فيه دليل على أن مَن تعنت على الله عز وجل واستنكر شيئًا من أحكامه، أو اعترض على شيء من أحكامه كالنسخ مثلاً، فمن اعترض على النسخ فهذا اعتراض على الله، وهذا كفر بالله عز وجل؛ ولهذا قال: ﴿وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [البقرة: 108] عَنِيَ: يأخذ الكفر ويترك الإيمان، كما يتبدل الرجل السلعة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1337).