×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

هذا دليل على: أن من اعترض على الله بأي شيء، وفي النسخ خاصة؛ لأن السياق الآن في النسخ؛ فقد كفر، لا يُعترض على الله عز وجل في النسخ الذي يجريه في أحكامه سبحانه وتعالى.

وإنما الواجب التسليم والامتثال، واعتقاد أن الله عز وجل لا يفعل شيئًا إلا لحكمة ومصلحة، قد نعلمها وقد لا نعلمها، ففَرْضنا التسليم والانقياد وعدم السؤال.

﴿فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ [البقرة: 108] ﴿سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ: يعني الطريق الواضح. والمراد بالسبيل هنا: سبيل الإيمان الموصل إلى الله سبحانه وتعالى. فمَن تبدل الكفر بالإيمان فإنه أخطأ الطريق إلى الله عز وجل، وضاع عن الطريق، وتَرَك طريق الجنة إلى طريق النار؛ لأن الطريق على قسمين: طريق يوصل إلى الجنة، وطريق يوصل إلى النار، فالذي يأخذ الكفر هذا أخذ الطريق الذي يوصل إلى النار، وتَرَك الطريق الذي يوصل إلى الجنة، و ﴿ضَلَّأي: ضاع.

وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

***


الشرح