﴿إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾ [البقرة:
110]، لا يخفى عليه سبحانه، لا يخفى عليه ما تعملونه.
بل
هو يبصركم ويبصر أعمالكم، ويعلم أعمالكم، لا يخفى عليه صغيرها وكبيرها.
ولا
تظن أنك إذا عملت شيئًا من الخير أنه يخفى على الله جل وعلا، بل هو في مرأى من
الله جل وعلا، ومسمعٍ من الله، وعِلْمٍ من الله، في أي مكان عملته وفي أي زمان
عملته؛ فإن الله يعلمه جل وعلا، ويجازيك عليه.
وهذا
تأمين للمسلمين بأن أعمالهم محفوظة عند الله سبحانه وتعالى، وأن الله لا يخفى عليه
شيء من أعمالهم، سواء كانت قليلة أو كثيرة، ظاهرة أو باطنة، ﴿وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ﴾
[البقرة: 197].
فإذا
كان كذلك، فإن المسلم يطمئن وينشط على الخير، ولا يحتقر من الخير
شيئًا، ولا يستصغر من العمل الصالح شيئًا؛ فإنه كله عند الله جل وعلا، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ
يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾
[النساء: 40].
فالله
جل وعلا يقبل الحسنة ويضاعفها أضعافًا كثيرة، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة
ضعف، إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
فهذا
مما يطمئن المسلم ويقويه على العمل الصالح، وهذا مما يجعل المسلم لا يخاف من
أعدائه، ولا يخاف من حاسديه، إذا أحسن المعاملة بينه وبين الله فلن يضره أحد إلا
بإذن الله سبحانه وتعالى.
وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
الصفحة 6 / 533