×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

 فلو أن اليهود والنصارى رجعوا إلى كتاب الله الذي معهم - التوراة والإنجيل - لو رجعوا إلى كتاب الله وحَكَّموا كتاب الله؛ لعَرَفوا المخطئ من المصيب، وعَرَفوا الحق من الباطل.

وهكذا يجب على المختلفين إلى أن تقوم الساعة، أن يرجعوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59].

الرد إلى الله هو الرد إلى كتاب الله. والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد إلى الرسول في حياته، وإلى سُنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

فالكتاب والسُّنة - ولله الحمد - موجودان ومحفوظان بحفظ الله عز وجل، فالواجب عند النزاع أن نرجع إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فلو أن اليهود رجعوا إلى ما معهم من التوراة والإنجيل، والنصارى رجعوا إلى ما معهم من التوراة والإنجيل؛ لأن التوراة والإنجيل لهم جميعًا، التوراة هي الأصل، والإنجيل مُكمِّل لها، تابع لها، فلو رجعوا إلى كتاب الله - التوراة والإنجيل - لوجدوا الحق، وفُصل النزاع، والمبطل يرجع إلى الحق، والمخطئ يرجع إلى الصواب. هذا هو الواجب على جميع الناس؛ ولهذا قال: ﴿وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ [البقرة: 113].

ومع هذا كل واحد منهم يُكفِّر الآخر، ويُخطِّئ الآخر؛ هوى من عند أنفسهم، دون الرجوع إلى الكتاب الذي يتلونه، وهو التوراة والإنجيل.

ولو رجعوا - أيضًا - إلى التوراة والإنجيل، لوجدوا فيهما ذكر محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين؛ لأن التوراة والإنجيل يأمران باتباع محمد صلى الله عليه وسلم إذا بُعِث، وهم جحدوا هذا وأنكروا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، مع أنها عندهم واضحة.


الشرح