ويقولون:
الناس كلهم كفَّار إلا نحن، على الإيمان!
ويقولون
قبائح وفضائح، ولا يلتفتون إلى ما عندهم من القبائح والشنائع في حق الله سبحانه
وتعالى.
﴿وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ﴾
[البقرة: 113] أي: يقولون هذه المقالة وهم يتلون الكتاب: التوراة والإنجيل.
وكان الواجب على الناس إذا اختلفوا أن يرجعوا إلى الكتاب، وأن يُحكِّموه بينهم.
فالواجب
على اليهود والنصارى لما اختلفوا فيما بينهم؛ أن يُحكِّموا كتاب الله، التوراة
والإنجيل.
وكذلك
المسلمون، الواجب عليهم إذا اختلفوا أن يُحكِّموا كتاب الله سبحانه وتعالى، كما
قال عز وجل: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
قال
تعالى: ﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ
وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ
مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ
فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ﴾ [البقرة:
213].
﴿ٱلۡكِتَٰبَۗ﴾جنس يشمل جميع الكتب السماوية،
فالله أنزل الكتب من أجل أن يتحاكم الناس إليها عند الاختلاف، قال تعالى: ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ
ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ﴾ [الشورى: 10].
فالواجب
على اليهود والنصارى، وعلى المسلمين، وعلى جميع الناس؛ أنهم إذا اختلفوا لا
يَبْقَون على اختلافهم، وإنما يرجعون إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيُفصل النزاع بينهم.
ولا يجوز لهم أن يبقوا على خلافهم ويتعصبوا لمذاهبهم، قال تعالى: ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53].