من
التبريد في وقت الصيف، والتدفئة في وقت الشتاء مما يريح المصلين، هذا كله عمل
صالح.
وكذلك
التردد عليها، هذا من أفضل الأعمال؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرِ
الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ»([1]).
وذَكَر
صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛
رجلاّ معلقًا قلبه بالمساجد([2]).
المساجد
بيوت الله، لها مكانتها ولها احترامها، ويجب العناية بها، وتجب عمارتها الحسية
بالبناء، وعمارتها المعنوية بالعبادة.
وأما
المساجد التي ليست لله، فهذه يجب هدمها، التي تبنى على القبور أو على الأضرحة، هذه
لا تسمى مساجد، هذه تسمى مَشاهد شِركية يجب هدمها؛ لأنها ليست لله وإنما هي للشرك
وعبادة غير الله سبحانه وتعالى.
فقوله
تعالى: ﴿مَسَٰجِدَ ٱللَّه﴾.
يخرج المساجد التي ليست لله، وإنما هي للشرك والبدع والخرافات؛ لأنها ليست مساجد
الله، وإنما مشاهد للشرك والبدع والخرافات.
فقوله: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ﴾ [البقرة: 114] هذا فيه دليل على أن المقصود من بناء المساجد هو ذكر اسم الله عز وجل فيها بالصلاة، وبالاعتكاف، وبتلاوة القرآن، وبتدريس العلم النافع فيها، في حِلق العلم، حِلق الذِّكر. تُبنى من أجل هذه الغايات العظيمة والمقاصد العظيمة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (561)، والترمذي رقم (223).