×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ [النور: 36، 37]. هؤلاء هم أهل المساجد الذين يُعمِّرونها.

ثم قال سبحا نه وتعالى في الكفار﴿لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ [البقرة: 114] والحمد لله، تحقق وعد الله، أخزاهم الله، فأنزل الله: ﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ [التوبة: 17]. وأنزل قوله: ﴿فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ [التوبة: 28].

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب.

ولمَّا كان في خلافة عمر رضي الله عنه، أجلاهم وأخرجهم من جزيرة العرب؛ امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا هو الخزي في الدنيا، أخزاهم الله في الدنيا.

﴿وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ [البقرة: 114]. لهم عذاب عظيم. يعني لهم عقوبتان: عقوبة في الدنيا وهو الخزي بين الناس، والذل بين الناس. وفي الآخرة لهم عذاب في جهنم عظيم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، وأن يثبتنا على الدين، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

ونسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياكم على الحق، وألا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا.

ونسأله سبحانه أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يُعِز عباده المؤمنين، وأن ينصر مَن نصر الدين، وأن يخذل من خذل الدين.


الشرح