وقوله
تعالى: ﴿وَمَا كَانُوٓاْ
أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ﴾
[الأنفال: 34]. هذا عام في جميع المساجد، أن الولاية عليها للمسلمين، المسجد
الأقصى الولاية عليه للمسلمين وليست للعرب - كما يقولون - إنما الولاية عليه
للمسلمين، سواء كانوا من العرب أو من العجم.
فالحقُّ
للمسلمين في المسجد الأقصى، ما هو لليهود ولا للنصارى ولا لأي جنس، إنما هو
للمسلمين، ولن يُخلِّص المسجد الأقصى من اليهود إلا المسلمون الصادقون المجاهدون
في سبيل الله سبحانه وتعالى.
قال
تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ
أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ
أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ١٧ إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ
إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٨﴾
[التوبة: 17، 18].
فالمشرك
ليس له حق في المسجد، والمبتدعة ليس لهم حق في المسجد، إنما الحق في المسجد لأهل
التوحيد ولأهل السُّنة، هم الذين لهم حق في المسجد.
﴿أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ﴾
[البقرة: 114]: أي هؤلاء الكفار.
﴿مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ﴾ [البقرة: 114]: ليس لهؤلاء حق في المساجد، لا في دخولها، ولا في الاستيلاء عليها والولاية عليها، وإنما هي للمسلمين في جميع أقطار الأرض، وسواء المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. والمسجد الأقصى أو بقية المساجد في جميع أقطار الأرض؛ إنما هي للمسلمين الذين يعبدون الله فيها. وليست للمشركين، وليست للخرافيين، وليست للقبوريين، وليست للمبتدعة. كل هؤلاء ليس لهم حق في المساجد.