×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وهذا وَعْد من الله عز وجل للمسلمين بأن الله سينصرهم على هؤلاء الذين منعوا مساجد الله في وقت قُوَّتهم وضعف المسلمين، فالله وَعَد المسلمين بأنه سينصرهم وأن الله سيُذل هؤلاء الذين منعوهم من المساجد.

وقد صَدَق الله وعده، فمَكَّن المسلمين، حين غزا الرسول صلى الله عليه وسلم أهل مكة في عام الفتح، وفتح الله مكة لرسوله صلى الله عليه وسلم، ومَكَّنه من المسجد الحرام، وأبعد عنه المشركين، وأنزل الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ [التوبة: 28].

فالله عز وجل مَكَّن المسلمين من دخول المسجد الحرام والصلاة فيه وعبادة الله فيه، وأذل المشركين ومنعهم من دخوله حتى يُسْلِموا ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ.

انظروا إلى قدرة الله عز وجل، ما بين عام الحديبية وفتح مكة إلا سنتان فقط!!

في عام الحديبية كان المشركون متسلطين على المسجد الحرام ويمنعون المسلمين منه!! وبعد سنتين أذل الله المشركين، وأعز المسلمين، فصار المسجد الحرام في قبضة المسلمين، ومَنَع الله المشركين من دخوله.

هذا من نعمة الله سبحانه وتعالى، ﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ [الفتح: 27].


الشرح