صَلَّوا
إلى غير القبلة، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه؛ فأنزل الله هذه
الآية: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ
فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ﴾
[البقرة: 115].
فإذا
اشتبهت القبلة على الإنسان:
فإن
كان في بلدٍ مسلمين؛ فإنه يسأل أهل البلد المسلمين، أو ينظر إلى المساجد والمحاريب
ويصلي إلى القبلة؛ لأنه متمكن من معرفة القبلة.
أما
إذا كان في بَرٍّ، وهو في ليل، ولا يرى شيئًا من علامات القبلة؛ فإنه يجتهد، فإذا
غلب على ظنه جهة القبلة فإنه يصلي إلى ما غلب على ظنه واجتهاده، وصلاته صحيحة. ولو
تبيَّن بعد ذلك أنه قد أخطأ؛ لأنه قد أدى ما عليه واجتهد، والله عز وجل يقول: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ
وَجۡهُ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 115].
وقيل:
إن هذه الآية نزلت ردًّا على اليهود لمَّا حُوِّلت القبلة من بيت المقدس إلى
الكعبة المشرفة، واعترض اليهود وقالوا: كيف يَترك القبلة التي عليها الأنبياء من
قبله؟! كيف يتركها وهو أيضًا قد صلى إليها؟! كيف يتركها، ويتحول إلى الكعبة؟! هكذا
اعترضوا من باب التشويش على المسلمين، وإلا فهم يعلمون أن هذا الرسول صلى الله
عليه وسلم تكون قبلته الكعبة، وهي قبلة إبراهيم عليه السلام، ولكن قصدهم التشويش،
فالله تعالى ردَّ عليهم أن العبرة ليست بالجهة لا المشرق ولا المغرب، وإنما العبرة
بما أَمَر الله به سبحانه وتعالى.
فالواجب
على المسلم أن يصلي إلى الجهة التي أَمَر الله بالصلاة إليها:
فإذا أَمَر بالصلاة إلى بيت المقدس وجب على المسلمين أن يصلُّوا إلى بيت المقدس امتثالاً لأمر الله.