هدى
الله هو الهدى لا غيره، ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي
مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾
[الأنعام: 153]، فالطرق كثيرة، لا تحصى، ولكن هدى الله واحد، وطريقه واحد.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ
أَهۡوَآءَهُم﴾ [البقرة: 120]، فاليهود على هَوًى،
والنصارى على هَوًى، وكل من خالف دين محمد صلى الله عليه وسلم فليس على دين، وإنما
هو على هَوًى، والعياذ بالله.
﴿وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ﴾
[البقرة: 120]، الذي جاء الرسولَ صلى الله عليه وسلم هو العلم، عِلْم
الكتاب وعِلْم السُّنة، فأنت على علم، وأما هم فعلى هَوًى، وفَرْق بين الهوى وبين
العلم.
وانظر
كيف قال سبحانه: ﴿وَلَئِنِ
ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم﴾ [البقرة:
120] ولم يقل: «دينهم»! لأنهم ليسوا على دين صحيح. وأما الرسول صلى الله عليه وسلم
فهو على علم وليس على هَوًى.
وهذا
تعليم للأمة وتحذير لها أن تنخدع بدعايات اليهود والنصارى.
﴿مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ﴾
[البقرة: 120]، هذا تعليم للأمة أن تتمسك بدينها، وألا تنخدع بدعايات أهل
الضلال وأقاويل أهل الباطل مهما تصنعوا، ومهما أظهروا من المودة، ﴿يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ
فَٰسِقُونَ﴾ [التوبة: 8]، لكن هل مَن يسمع لكلام الله سبحانه وتعالى
؟!
وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
الصفحة 11 / 533