×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

لأنها ليست هدى الله، وإنما هي هدى الأهواء!! لأن اليهودية والنصرانية انتهت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يَبْقَ إلا دين واحد، وهو دين الإسلام.

﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [الأعراف: 158].

الذي يريد النجاة من يهودي أو نصراني أو أي بشر، الذي يريد النجاة يتبع الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم.

والذي لا يريد النجاة فليذهب وليهلك في أي واد من أودية الكفر!!

﴿قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ [البقرة: 120] هذا حَصْر للهدى في هدى الله.

والفِرَق المختلفة كل فرقة تقول: «الحق عندي» الفِرق التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «سَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً»([1]).

كل فرقة تقول: الحق هو ما أنا عليه. ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ [المؤمنون: 53].

لكن الذي يَفصل في هذا هو هدى الله سبحانه، فمَن كان على هدى الله فهذا هو الذي على الحق، وهو من كان على الكتاب والسُّنة، فهو الذي على الحق؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً»، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»([2]).


الشرح

([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والحاكم رقم (59)، والطبراني في الكبير رقم (62).

([2]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والحاكم رقم (59)، والطبراني في الكبير رقم (62).