﴿وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا
إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ﴾
[النجم: 26] هذا شرط، ﴿وَيَرۡضَىٰٓ﴾
[النجم: 26]، هذا الشرط الثاني، يأذن الله لمن يشاء في الشفاعة، ويرضى عن المشفوع
فيه بأن يكون من أهل التوحيد وأهل الإيمان.
هذه
هي الشفاعة المثبتة، أما الشفاعة المنفية، فهي التي
تُطلب من غير الله سبحانه وتعالى، أو الشفاعة في المشرك والكافر. هذه لا تُقبل عند
الله سبحانه وتعالى؛ ﴿وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ
وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة:
123]، تقطعت بهم الأسباب، ما أحد يتحمل عنهم، ﴿لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا
عَدۡلٞ﴾ [البقرة: 123] ما أحد يفتدي يوم
القيامة، ما تُقبل الفدية؛ ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا
تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا
تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾
[البقرة: 123].
الأمر
الرابع: النُّصرة، ويوم القيامة ليس فيه نصرة الدنيا، أن أحدًا
يناصرك من أقاربك أو من عشيرتك أو من الناس، ينصرونك ويدافعون عنك، لكن في الآخرة:
﴿وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة:
123] لا أحد ينصرهم.
﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ
وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ﴾ [البقرة: 166].
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ﴾
[البقرة: 167]، أي: رَجْعة إلى الدنيا، ﴿فَنَتَبَرَّأَ
مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ
حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 167]، نسأل الله العافية والسلامة.
وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
الصفحة 12 / 533