قال
تعالى: ﴿فَلَنَسَۡٔلَنَّ ٱلَّذِينَ
أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسَۡٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾
[الأعراف: 6]، كلٌّ يسأل عن عمله هو في خاصة نفسه، ولا يُسأل عن عمل فلان
ولو كان نبيًّا، ولو كان عبدًا صالحًا، ولو كان أباه أو ابنه، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَٰحِبَتِهِۦ
وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ
يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧﴾ [عبس: 34- 37]، قال تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ
إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ﴾
[فاطر: 18]. فالواجب على الإنسان أن يعمل لنفسه، ولا يتكل على عمل فلانٍ
وعلان؛ فإنه لا ينفعه عند الله.
فتتوسل
إلى الله بأفعالك أنت، بطاعاتك التي عملتها، والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة
مشروع؛ قال تعالى: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ
أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾
[آل عمران: 53]، وقال تعالى: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا
سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ
رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل عمران:
193].
فالتوسل
إلى الله يكون بالأعمال الصالحة، بأن يتوسل إلى الله بأعماله هو، ولا يتوسل إلى
الله بأعمال غيره؛ فإنها لا تنفعه ولا تفيده، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا
كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 134].
نسأل
الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل، وأن يهدينا وإياكم صراطه
المستقيم.
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا مِنَ الراشدين.