﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ﴾ المراد به:
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام.
﴿قَدۡ خَلَتۡۖ﴾يعني: مضت.
﴿لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ﴾
[البقرة: 134] الخطاب في الأصل لليهود الذين ينتسبون إلى إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق عليهم الصلاة والسلام، ويفتخرون أنهم مِنْ ذريتهم، لكنهم لا يتبعونهم، بل
يتبعون أهواءهم.
يخبرهم
الله عز وجل أن هؤلاء لا ينفعكم عملهم، ولا ينفعكم انتسابكم إليهم ما دمتم على
الباطل، أما إن كنتم على ملتهم وعلى دينهم فهذا ينفعكم.
يقول
تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ
فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ ١٠١ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ
١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣﴾ [المؤمنون: 101- 103].
فالأنساب
ما تنفع في الآخرة، ولو كانوا أولاد الأنبياء، ولو كانوا أولاد الصالحين، ما داموا
هم على الباطل وعلى معصية الله؛ فإنهم لا تنفعهم أعمال آبائهم، ولا ينفعهم صلاح
آبائهم، إنما الذي ينفعك صلاحك أنت، فلا تعتمد على عمل أبيك وجدك، وعلى فلانٍ
وعلان، مثل المبتدعة الذين يتوسلون إلى الله بالصالحين، يقول: أسألك بحق فلان
عندك، أو حق نبيك عليك.
فالذين
يتوسلون إلى الله بالصالحين، ويقولون: هؤلاء أناس صالحون نتوسط بهم إلى الله. نقول:
هم صالحون، لكن صلاحهم لهم ولا ينفعك إلا عملك. فهذا فيه إبطال هذا التوسل
المبتدع.
﴿وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 134] كلٌّ يُسأل عن عمله هو،