الله؟!
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ
اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ
بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ»([1]).
قال
الله سبحانه: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ
أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المائدة: 44]. هذه الطوام في المسلمين اليوم إلا مَنْ رحم الله
سبحانه وتعالى، ومع هذا يقولون: لماذا لا ننتصر على اليهود؟! المسلمون إذا أصابتهم
مصيبة رجعوا إلى الله وتابوا إلى الله، والمسلمون اليوم تصيبهم المصائبُ وقليلٌ
منهم مَنْ يرجع إلى الله ويتوب إلى الله.
بل
يستمرون على ما هم عليه، بل يستنجدون بدول الكفر. المسلمون إذا اعتدى عليهم كافر
راحوا يستنجدون بالكفار وبمجلس الأمن، وبالأمم المتحدة وبحقوق الإنسان، ما يلجؤون
إلى الله سبحانه وتعالى ويتوبون إليه ويراجعون أنفسهم ويعدلون مِنْ أخطائهم، بل
يلجئون إلى أعدائهم مِنَ الكفار؛ كشكوى المريض أو شكوى الجريح إلى النسور والرخم،
المريض إذا اشتكى للنسور المرض فإن النسور تفرح لأنها ستأكله، والرخم هي
الحِدَأَة، تفرح بالجريح مِنْ أجل أن تأكل جسمه.
المسلمون يشتكون مِنَ النسور إلى الرَّخَم، إلى الأعداء وإلى الكفار، إلى هيئة الأمم المتحدة، إلى حقوق الإنسان، إلى الدول الكافرة يطلبون منهم النصر، يا سبحان الله!! تطلبون النصر مِنْ أعدائكم، هم الذين دبروا هذه الأمور، هم الذين غرسوا اليهود في فلسطين وأمدوهم بالسلاح، ودافعوا عنهم، وأنتم تشكون اليهودَ إليهم؟! أين واقع المسلمين اليوم؟! والله جل وعلا يقول: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ﴾ [البقرة: 143].
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والبيهقي في الشعب رقم (3042).