×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

كثيرة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ [الأنعام: 160]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النساء: 40].

فلا يليق بالرءوف الرحيم أن يضيع صلاة عباده المؤمنين الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس قبل أن تحول القبلة. أما مَنْ بَقِيَ يصلي إلى بيت المقدس بعد التحويل؛ فإنه يكون كافرًا، مَنْ بقي يصلي إلى بيت المقدس، ولم يقبل التوجه إلى الكعبة فإنه يكون كافرًا بالله عز وجل، وصلاته وجميع أعماله باطلةٌ؛ لأنه يجب العملُ بالناسخ وترك المنسوخ، هذا دينُ المسلمين، وهذا دين محمد صلى الله عليه وسلم.

الحاصل: أن هذه آيةٌ عظيمة فيها الخير الكثير لهذه الأمةِ، وأيضًا فيها التنبيه البليغ لهذه الأمةِ ألا تتساهل في أمر دينها، أو ألا تتكاسل عن أمر دينها؛ فإنها إنما حازت هذه الوسطية وهذه الخيرية، إنما حازتها بالتمسك بدين الله عز وجل والاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى.

أما إذا حصل منها خللٌ في دين الله، وحصل منها تفرقٌ عن دين الله؛ فإنها تصاب بالنكبات، ولا يرتفع عنها البأسُ إلا إذا رجعت إلى دينها وتمسكت به تمسكًا صحيحًا.

وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

***


الشرح