﴿أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ﴾
[البَقَرَة: 148]. الله عز وجل، ﴿جَمِيعًاۚ﴾
[البقرة: 148] ما يترك منكم أحدًا، جميع الخلق، مِنْ أوَّل الخليقة إلى آخرها
يجتمعون بأمر الله سبحانه وتعالى.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾
[البَقَرَة: 148]: لا يعجِزه شيءٌ سبحانه وتعالى.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ
فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ﴾
[البقرة: 149]. انظر: ﴿وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ﴾،
وسبق أنَّه قال: ﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ
فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ﴾ [البقرة:
147]. التوجُّه إلى الكعبة هو الحقُّ الَّذي لا شكَّ فيه؛ ﴿وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ﴾
[البقرة: 149] الحقُّ ممَّن؟ مِنْ ربِّك. هل يبقى مجالٌ في هذا؟!
﴿وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ﴾
[البقرة: 149] سبحانه وتعالى، هذا فيه ردٌّ على اليهود والنصارى والمشركين.
﴿وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا
تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة:
149]، هذا هو الحقُّ مِنَ الله، وبَقِيَ العمل مِنَ النَّاس تُجَاه هذا الحقِّ،
مَنْ هو الَّذي يمتثل، ومَنْ هو الَّذي لا يمتثل؟ أمر الله أن توجَّهوا إلى
الكعبة، فمَنْ هو الَّذي يمتثل ويتوجَّه إلى الكعبة طاعةً لله عز وجل، ومَنْ هو
الَّذي يمتنع؟ الله يعلم هذا.
﴿وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 149]: مِنَ الطَّاعة أو
مِنَ المعصية، مِنَ الطَّاعة والامتثال، أو مِنَ الامتناع وعدم القَبُول، هذا عمل
الإنسان، والله يعلمه سبحانه وتعالى، وليس بغافل عنه.
وهذا فيه: الحثُّ على العمل، فمن عَرَفَ الحقَّ ما تكفي المعرفةُ، لا بدَّ مِنَ العمل. أما علمٌ بدون عمل فإنَّه لا فائدةَ منه، حجَّةٌ على صاحبه، من عَرَفَ الحقَّ ولم يعمل به فإنَّه لا يستفيد مِنْ علمه، وإنَّما يكون حجّةً عليه عند الله سبحانه وتعالى.