والله سبحانه وتعالى في
هذه الآية يقول: ﴿وَبَشِّرِ
ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 155] والبشارة هي الخبر
السار، أي: أَخْبِرْهم بخبرٍ يسرهم، ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾من هم
الصابرون؟ ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156] قال جل وعلا: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾
[البقرة: 157] عليهم صلوات مِنْ ربهم.
الصلاة
من الله هي: الثناء على عبده، أن الله سبحانه وتعالى يثني عليهم
ويمدحهم، هذه صلوات الله على عباده: ثناؤه عليهم ومدحه لهم في الملأ الأعلى، ﴿عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ﴾:
رحمةٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى، ما أصابهم في هذه الدنيا أعقبه رحمة، نقمة أعقبها
رحمة، نتيجة ماذا؟ نتيجة الصبر والاحتساب.
﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾[البقرة:
157] ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾:
المهتدون إلى الصواب والحق، وأما غيرهم فإنهم ضالون. الذي يجزع ويتسخط فهذا ضالٌّ،
وأما الذي يصبر ويحتسب فهذا مهتدٍ إلى الصواب، وثابتٌ على الحق، لا يتزحزح عنه عند
المصائب وعند النوازل والكوارث، بل هو ثابت مطمئن البال مطمئن الجأش، لا تزيده
المصائب إلا ثباتًا ورغبةً واحتسابًا بما عند الله سبحانه وتعالى.
هذه هي عاقبة الصبر. ﴿عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾ إلى الحق والصواب، كما قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [التغابن: 11]، هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها مِنَ الله فيرضى ويُسَلِّم، هذه هي الهداية.