×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

 ثم قال جل وعلا: ﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا [البقرة: 162]، ﴿خَٰلِدِينَيعني: باقين في العذاب أو في اللعنة، أي: ماكثين في العذاب أو في اللعنة دائمًا وأبدًا، لا تنفك عنهم اللعنة والعذاب، ﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ [البقرة: 162] العذاب في النار يشتد عليهم، والعياذ بالله، يُشَدّد ولا يخفف عنهم، ﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ [البقرة: 162]، أي: لا يُمْهَلون إذا ماتوا على الكفر، بل يبادرون بالعذاب. بخلاف الدنيا؛ فإن الإنسان الكافر والظالم والعاصيَ يمهَّل ولا يعاجَلُ بالعقوبة، لكن في الآخرة لا، إذا مات فإنه تبدأ معه العقوبة، والعياذ بالله.

لا يخفف عنه العذاب، ولا ينظر - أي: يؤجل - في وقتٍ مِنَ الأوقات، أو يرفع عنه العذاب أبدًا، خالدين في العذاب، والعياذ بالله، ﴿كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا [الإسراء: 97]، ﴿كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ [النساء: 56]، ﴿فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا [النّبَإِ: 30]، والعياذ بالله.

وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

***


الشرح