×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ [البقرة: 161]، مَنْ هم؟ الذين ماتوا على الكفر ولم يتوبوا إلى الله عز وجل.

فيُؤْخذ مِن هذا: مشروعية لعن الكافرين، فنقول: لعنة الله على الكافرين، لعنة الله على الظالمين، لعنةُ الله على الكاذبين، اللعن على هذه الجرائم على سبيل العموم هذا مشروع. لعنة الله على اليهود، لعنة الله على النصارى. اللعن على سبيل العموم هذا مشروع؛ لأن الله لعنهم، ولَعَنَتْهم الملائكة ولعنهم الناس، والعياذ بالله.

أما لعن المعين، كأن تقولَ: لعن الله فلانًا.

فهذا فيه خلاف بين العلماء:

مِنَ العلماء مَنْ يقول: لا يجوز لعنُ المعين ولو كان كافرًا أو مشركًا؛ لأنك لا تدري على ماذا مات. الله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ [البقرة: 161]، وأنت ما تدري: هل ماتوا على الكفر أو لا، فلا تلعنهم.

وبعض العلماء يقول: يلعنون ولو على سبيل التعيين، كما أنهم يعاملون معاملة الكفار؛ مِنْ عدم تغسيلهم وتكفينهم ودفنهم في مقابر المسلمين، وعدم الصلاة عليهم، وعدم الاستغفار لهم؛ كذلك يجوز لعنهم. والمسألة فيها خلاف بين العلماء، ولكن الراجح - والله أعلم-: أنه لا يجوز لعنُ المعين؛ لأنك لا تدري بماذا ختم له.

الله جل وعلا يقول: ﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ [البقرة: 217]، وهنا يقول: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ [البقرة: 161]، وأنت لا تدري عن حالتهم عند الموت، لعلهم تابوا إلى الله عز وجل.


الشرح