ولا
أن يبنوا عليها، ولا أن يستقروا عليها؛ ﴿ٱللَّهُ
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا﴾ [غافر: 64] ثابتة.
انظروا
إذا حصل زلزالٌ، تمرُّ ثوانٍ أو ثانية واحدة، ما الذي يترتب
عليه مِنَ الهدم، والهلاك، والرعب بين الناس؟! تسمعون الزلازل الآن، وما ينتج
عنها، وهي حركة يسيرة ولا تستغرق ثانية واحدة، ويهلك فيها أمم، وتخرَّب فيها ديار،
لو أن الأرض كلَّها تموج وتضطرب، ماذا تكون الحالة؟ مَنِ الذي ثبّت هذه الأرض لكم،
وجعلها لكم فراشًا ثابتة تعيشون على ظهرها، وتنامون عليها، وتمشون عليها؟ ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي
مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ﴾ [الملك:
15].
مَنِ
الذي أنبت فيها هذه النباتات المختلفة وأخرج منها الثمار، وأخرج منها الزروع وأخرج
منها الكلأ للدواب؟ مَنِ الذي خلق هذه الأرضَ، وجعل فيها المصالح للعباد؟ ألا
نعتبر؟! ألا نتعظ؟! ألا ننظر في آيات الله سبحانه وتعالى ؟! الإنسان يمشي ولا يفكر
كالبهيمة؟! يجب على الإنسان أن يفكر في الأرض التي يمشي عليها، انظر في الأرض، ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ
وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ ١٠١ فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ
خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ
١٠٢﴾ [يونس:
101، 102]، الذي ما يفكر ولا يعتبر يجيئه مثل ما جاء الأمم السابقة مِنَ الهلاك.
﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ﴾ [البقرة: 164] يا سبحان الله! اختلاف الليل والنهار، الله جعل الليل وجعل النهار لمصالح العباد، لم يجعلِ الدنيا نهارًا فقط، ولم يجعلِ الدنيا ليلاً فقط، بل جعل فيها ليلاً ونهارًا، الليل يسكنون فيه والنهار يمشون فيه.