×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

﴿ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ [البقرة: 22]، يعني: سقفًا، كما في الآية الأخرى: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ [الأنبياء: 32].

فأنتم تفترشون هذه الأرضَ العظيمة الواسعةَ، وهي أيضًا سبع أَرَضين، الأرض سبع أَرَضين؛ كما في الحديث الصحيح: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ بِغَيْرِ حَقٍّ، طَوَّقَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»([1]) وقال الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ [الطلاق: 12]، يعني: سبع أرضين.

هذه الأرض مِنْ آيات الله سبحانه وتعالى، هل أحد خلق الأرض غير الله؟ هل الأصنام خلقت الأرض؟ هل الجن والإنس؟ هل الأولياء والصالحون؟ هل الملائكة خلقت الأرض؟ هل الأشجار والأحجار؟ لا، ما خلقها إلا الله سبحانه وتعالى.

والأرض فيها عجائبُ؛ ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ [الذاريات: 20]، إذا تأملت هذه الأرض: جبالها ووهادها، وتأملت النباتات التي فيها، واختلاف هذه النباتات، وتأملت الحيوانات والدوابّ التي تعيش على هذه الأرض، وتأملت اختلاف التربة، ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ ٢٧ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ٢٨ [فاطر: 27- 28]، اختلاف ألسنتكم وألوانكم. هذا مِنْ آيات الله سبحانه وتعالى.

فكر في الأرض التي تعيش عليها، فكر فيها، أولاً أنها ثابتة بإذن الله ما تتحرك، ولو تحركت ما استطاع الناس أن يعيشوا عليها،


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3198)، ومسلم رقم (1610).