مَنِ
الذي يمسكها؟ الله عز وجل، لو تركها لسقطت على الأرض، فهي ممسوكة بقدرة الله عز
وجل، ﴿بِغَيۡرِ عَمَدٖ
تَرَوۡنَهَاۖ﴾ [لقمان: 10]، ليس لها عمدٌ وليس
لها أيضًا حبال مِنْ فوق تمسكها، لا حبال فوق، ولا عمد أسفل، فهي ثابتة في مكانها
بدون شيء بقدرة الله عز وجل.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ﴾
[فاطر: 41] فهو الذي يمسكها سبحانه وتعالى، ﴿وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ﴾
[فاطر: 41]، أي: لا أحد يمسكهما غير الله سبحانه وتعالى.
سبع
سمواتٍ، سمك كل سماءٍ خمسُمائة عام، وبين كل سماءٍ وسماءٍ خمسُمائة عام، وبين
الأرض والسماء خمسُمائة عام، وفوق السماوات الكرسي، ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ﴾
[البقرة: 255]، وفوق الكرسي بحرٌ ما بين أسفله وأعلاه خمسمائة عام، وفوق البحر
عرشُ الرحمن سبحانه وتعالى، وهو أعظم المخلوقات، السماوات بالنسبة للكرسي كسبعة
دراهمَ ملقاة في ترس.
الوجه
الثاني: الكرسي بالنسبة للعرش كحلقةٍ ملقاة في أرضٍ فلاة. لو
أنك ألقيت حلقة في البر كم يكون حجمها؟ وماذا تستغرق مِنَ البر؟ ما تستغرق شيئًا.
الكرسي في العرش كحلقةٍ في أرض فلاة، والله عز وجل فوق العرش فوق مخلوقاته. هذا
مِنْ أعظم آياته سبحانه وتعالى.
أنتم تشاهدون السماء، تشاهدون النجوم، تشاهدون الشمس والقمر، مَنِ الذي خلق هذه المخلوقات العلوية؟ هو الله سبحانه وتعالى، هل خلقتها الأصنام؟ هل خلقها الموتى في القبور الذين يُعبدون مِنْ دون الله؟ هل خلقتها الملائكة؟ هل خلقها الملوك؟ ما خلقها إلا الله عز وجل، الأرض تحت السماء فراش، السماء بناء، والأرض فراش لكم؛