ذكرها
في هذه الآية، وما دامت لم تفعل شيئًا مِنْ هذه الأفعال فإنها لا تستحق العبادة
ولا الألوهية، إنما يستحق الألوهية مَنْ فعل هذه الأفعال العظيمة، سبع آياتٍ ذكرها
الله في هذه الآية:
الأولى:
قوله: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [البقرة: 164] هذه الآية الأولى:
خلق السماوات. سماوات جمع: سماء، وجَمَعَها لأنها طبقاتٌ، السماوات سبع طبقات، كل
طبقةٍ يقال لها: سماء. سبع طِبَاقٍ، ما بين كل سماءٍ وسماءٍ خمسُمائة عام، كما في
الحديث: «وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ -أي: سُمك كل سماء- خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ»([1]).
هذه
السماوات العظيمة الطباق الواسعة، ﴿وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا
بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات:
47]، فأينما توجهت فالسماء فوقك، ما هناك مكان ما فوقه سماء، ﴿وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾سبع سمواتٍ بعضها فوق بعض، وكل
سماءٍ فيها سكان، وهذه السماوات فيها أفلاك تدور بالكواكب السيارة، والسماء مملوءة
بالكواكب، ﴿إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ
ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ﴾
[الصافات: 6]. فالكواكب في السماء الدنيا، وما فيها مِنْ شمسٍ وقمرٍ ونجومٍ
ثابتة وسيارة تدور في فلكها، لا تختلف ولا تتصادم، ولا يسقط منها شيءٌ، بنظامٍ
دقيق. هذا مِنْ بديع خلق الله سبحانه وتعالى.
ثم هذه السماوات الهائلة العظيمة ليس لها عمدٌ، مِنَ العادة أن السقف يكون له عمد، ما هنا سقف ما له عمد، السماوات ما لها عمد، السماوات سقف الأرض، ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ﴾ [الأنبياء: 32]، ليس له عمد﴿خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ﴾ [لقمان: 10]، هذا مِنْ عجائب قدرة الله عز وجل، ﴿وَيُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الحج: 65]