وهذا
التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية،
وتوحيد الأسماء والصفات.
توحيد
الربوبية: هو إفراد الله عز وجل بأفعاله؛ مثل الخلق والرزق
والإحياء والإماتة والتدبير والملك، وغير ذلك مِنْ أفعال الرب سبحانه وتعالى، فهذا
هو توحيد الربوبية: إفراد الله بأفعاله هو فلا يشاركه فيها أحد، فلا أحد يخلق مع
الله ولا أحد يرزق مع الله ولا أحد يدبر مع الله، ولا أحد يحيي ويميت إلا الله.
وهذا
لم ينكره أحد مِنَ الأمم، الأمم أكثرها أو كلها مقرَّة به، خصوصًا الذين بُعث فيهم
نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، كانوا معترفين أن الله هو الخالق الرازق المحيي
المميت المدبر؛ ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾
[لقمان: 25]، ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ
وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ
مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا
تَتَّقُونَ﴾ [يونس: 31]، يقرون بهذا، وهذا لا
يكفي، مَنْ أقر به واقتصر عليه لا يكون مسلمًا؛ لأن المشركين أقروا به ولم يكونوا
مسلمين.
النوع
الثاني: توحيد الألوهية: وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وهذا
أنكره أكثر الخلق، أنكروا توحيد الألوهية؛ لأنهم يريدون أن يعبدوا آلهةً متعددة
ولا يقتصرون على إلهٍ واحد، وهم المشركون.
ولهذا أرسل الله الرسل تدعو الناس إلى هذا التوحيد؛ إلى توحيد الألوهية؛ قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]، ونوح عليه السلام قال لقومه: ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ﴾ [المؤمنون: 23]، وهود وصالح وشعيب وإبراهيم