فانتهت
نبوة بني إسرائيل بعيسى وقد قال عيسى ابن مريم عليه السلام: ﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا
لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ
بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا
سِحۡرٞ مُّبِينٞ﴾ [الصف: 6]، أي: محمد صلى الله
عليه وسلم.
ففي
هذه الفترة الطويلة اندرست آثار الرسالات ودخلها التغيير والتحريف، وفشت الشركيات
والوثنيات، خصوصًا في دين المسيح فإنه دخلته الوثنيات الكثيرة على يد يهودي يقال
له: بولس. ادعى أنه آمن بعيسى عليه السلام، وأنه رآه في المنام، وأنه أوصاه
بوصايا، فأدخل في دين المسيح مِنَ الكفريات والشركيات ما غَيَّر به الدين، كقوله:
إنَّ الله ثالث ثلاثة، وقوله: إنَّ الله هو المسيح ابن مريم، وقوله: المسيح ابن
الله.
وأحدث
عبادة الصليب، ولم يبقَ على الدين الصحيح الذي عليه موسى وعيسى عليهما السلام إلا
بقايا قليلة مِنْ أهل الكتاب، انقرضوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
وفشت
في بني إسماعيل الوثنية التي جلبها لهم عمرو بن لحي الخزاعي الذي كان واليًا على
مكة، جلب الأصنام من الشام، ووزعها في العرب، وأكثر منها في مكة المشرفةِ، فغيرت
ديانةُ إسماعيل عليه السلام في بنيه، وصاروا وثنيين، وغيرت ديانةُ موسى عليه
السلام، وغيرت ديانةُ عيسى عليه السلام، وانقرض أتباع الأنبياء إلا بقايا مِنْ أهل
الكتاب.
كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَْرْضِ، فَمَقَتَهُمْ - يعني: أبغضهم - عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»([1])،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2865).