×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس التاسع والأربعون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ [البقرة: 197]

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابِهِ، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسَّكَ بسنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

فقد أمر تعالى في الآية السابقة بإتمام الحج والعمرة لله، فقال: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ [البقرة: 196]. وسبق أن إتمام الحج والعمرة: أداءُ مناسكهما كاملة موافقة لما شرعه اللهُ على لسان رسولِهِ صلى الله عليه وسلم.

ولما كان مِنْ مناسك الحج الإحرامُ، وهو أول مناسك الحج بَيَّنَ وقته - وقت الإحرام - بالحج، فقال: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ [البقرة: 197]، أي: في أشهر معلومات؛

وذلك لأن الله سبحانه وتعالى بَيَّنَ مواقيت العبادات:

بَيَّنَ مواقيت الصلواتِ الخمس: الفجر بطلوع الفجر، والظهر بزوال الشمس، والعصر بمساواة الظل للشاخص، والمغرب بغروب الشمس، والعشاء بمغيب الشفق الأحمر. هذه علاماتُ دخول أوقات الصلوات الخمس.

والزكاة أيضًا: إنما تجب على رأس الحول، إلا في الخارج مِنَ الأرض؛ فزكاته حين حصاده؛ ﴿وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ[الأنعام: 141]. أما غيرُ الخارجِ مِنَ الأرض فوقت وجوب الزكاة فيه تمام الحول عليه.


الشرح