الدرس التاسع
والأربعون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ
فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ
خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ
ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾
[البقرة: 197]
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنَا محمدٍ صلى
الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابِهِ، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسَّكَ بسنَّته إلى يوم
الدين.
*أما
بعد:
فقد
أمر تعالى في الآية السابقة بإتمام الحج والعمرة لله، فقال: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ
وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾
[البقرة: 196]. وسبق أن إتمام الحج والعمرة: أداءُ مناسكهما كاملة موافقة لما شرعه
اللهُ على لسان رسولِهِ صلى الله عليه وسلم.
ولما
كان مِنْ مناسك الحج الإحرامُ، وهو أول مناسك الحج بَيَّنَ وقته -
وقت الإحرام - بالحج، فقال: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾
[البقرة: 197]، أي: في أشهر معلومات؛
وذلك
لأن الله سبحانه وتعالى بَيَّنَ مواقيت العبادات:
بَيَّنَ
مواقيت الصلواتِ الخمس: الفجر بطلوع الفجر، والظهر بزوال الشمس، والعصر بمساواة
الظل للشاخص، والمغرب بغروب الشمس، والعشاء بمغيب الشفق الأحمر. هذه علاماتُ دخول
أوقات الصلوات الخمس.
والزكاة
أيضًا: إنما تجب على رأس الحول، إلا في الخارج مِنَ الأرض؛
فزكاته حين حصاده؛ ﴿وَءَاتُواْ
حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ﴾ [الأنعام:
141]. أما غيرُ الخارجِ مِنَ الأرض فوقت وجوب الزكاة فيه تمام الحول عليه.
الصفحة 1 / 518