×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس الرابع والستون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [البقرة: 253، 254].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

فذَكَر الله سبحانه وتعالى في الآية التي قبل هذه الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [البقرة: 252] شَهِد له بالرسالة.

ثم قال سبحانه: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ [البقرة: 253] و ﴿تِلۡكَ اسم إشارة للبعيد، والمراد به هنا بُعْد المكانة، وعُلو المكانة،

أشار إليهم إشارة البعد لعلو مكانتهم، فالرسل هم أفضل الخلق، والرسالة اصطفاء من الله عز وجل واختيار من الله، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ [الحج: 75].

فليست الرسالة تحصل بالكسب كما يظن الفلاسفة، أن الإنسان إذا توفرت فيه صفات معينة عندهم؛ أنه يكون نبيًّا!! فهذا من الكذب على الله عز وجل.


الشرح