×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس الخامس والخمسون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢١٩ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ [البقرة: 219-220].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

ففي هاتين الآيتين ثلاثة أسئلة أجاب سبحانه وتعالى عنها:

السؤال الأول: قوله تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ؛ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ أي: يسألك الناس، ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ [البقرة: 219].

وقد جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا»  ([1])؛ وذلك لِما في الخمر من الخبث والأضرار التي تستنكرها العقول السليمة.

وفي رواية: أن ناسًا من الأنصار سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3670)، والنسائي رقم (5540)، وأحمد رقم (378).