×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس الخامس والستون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَ‍ُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ [البقرة: 255].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

فمع آية من كتاب الله، وهي آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله؛ لِما في «الصحيح» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» فَقَالَ أُبَيٌّ رضي الله عنه: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ [البقرة: 255]. فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ: «لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ ؟» ([1]).

فهذه أعظم آية؛ لأنها تتضمن أسماء الله وصفاته، وقد جَمَع الله فيها بين النفي والإثبات: نَفْي النقائص عن الله جل وعلا. وإثبات الكمال، إثبات صفات الكمال.

وهذه الآية صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه: مَن قرأها عند نومه؛ فإنه لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. فهي آية عظيمة!!


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (810).