×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس السادس والأربعون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ١٩٠ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٩١ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٢ وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ [البقرة: 190- 193].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسَلَّم على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

ففي هذه الآيات الكريمات أمر الله عز وجل بالقتال - قتال الكفار - وهو الجهادُ في سبيل الله، والجهاد - جهاد الكفار - هو أعلى أنواع الجهاد؛ لأن الجهاد أنواعٌ خمسة:

النوع الأول: جهاد النفس:

فالمسلم يجب عليه جهادُ نفسه أولاً، وذلك بأن يلزمها بطاعة الله ويمنعَها مِنْ معصية الله؛ لأن النفس تمل مِنَ الطاعة، وتستثقل الطاعة، وتريد الشهوات والمحرمات. هذه نفسُ الإنسان، ﴿إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ[يوسف: 53].

فيجب على صاحبها أن يجاهدَهَا، أي: أن يبذلَ جهده في الأخذ بزمامها وإلزامها بطاعة الله وإبعادها عن معصية الله؛ لأن هذا هو


الشرح