الدرس الخمسون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ
أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٩ فَإِذَا
قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ
أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا
وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ ٢٠٠ وَمِنۡهُم
مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ٢٠١ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ
ٱلۡحِسَابِ﴾ [البقرة: 199- 202].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمدٍ صلى الله
عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسَّك بسنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
ففي
الآية التي قبلها قال تعالى: ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ [البقرة: 198]، والإفاضة هي: الدفع والسير. وبَيَّنَ
اللهُ سبحانه وتعالى أن الإفاضة تكون مِنْ عرفات؛ لأنها هي مَحِلّ الوقوف في اليوم
التاسع، الوقوف الذي هو أعظم أركان الحج، وفي نهايته يسير الحاجُّ مِنْ عرفة إلى
مزدلفة مِنْ مشعر إلى مشعر؛ لعبادة الله سبحانه وتعالى.
وسبب
نزول قوله تعالى ﴿ثُمَّ
أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ﴾
[البقرة: 199] أنهم كانوا في الجاهلية كانوا يحجون، كان الحج باقيًا مِنْ عهد
إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ولكنهم غَيَّروا فيه بعض التغييرات:
مِنْ ذلك: الوقوف بعرفة، فكان أهل الحرم الساكنون في الحرم
الصفحة 1 / 518