الدرس الثاني
والخمسون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ
مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٢١٢ كَانَ
ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ
مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ
فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ
ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا
ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ
إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٍ﴾ [البقرة:
212، 213].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه، وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم
الدين.
*أما
بعد:
فقوله
تعالى ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ
كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا﴾ التزيين معناه التحسين، وإظهار
الشيء بالمظهر التي ترغبه النفوس.
وهذا
من حكمة الله سبحانه وتعالى، أنه يجعل بعض الأشياء فاتنة ومُزيَّنة ومزخرفة؛ من
أجل أن تميل إليها النفوس الضعيفة قاصرة النظر، التي لا تنظر في العواقب، وإنما
تنظر إلى المظهر الحاضر دون تأمل لما يؤول إليه ذلك المظهر من العواقب.
وقوله
﴿لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 212]، الكفر ضد الإيمان، وهو في الأصل الجحود،
فهو يشمل:
كفر الجحود والإنكار، كالذين ينكرون الرب سبحانه وتعالى، وهم الملاحدة والدهرية.
الصفحة 1 / 518