الدرس التاسع
والستون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ
ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ
إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ
ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢٦٦ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا
كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ
ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بَِٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ
فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾
[البقرة: 266- 267].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فما
زالت الآيات الكريمة في سياق الإنفاق في سبيل الله والتحذير من العوارض التي تبطل
ثواب المنفق.
تقدم
أن من العوارض التي تبطل ثواب المنفق - المن والأذى.
وكذلك
مما يبطل ثواب المنفق: الرياء ﴿كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ﴾
[البقرة: 264]، فالرياء يبطل ثواب المنفق.
وفي هذه الآية الكريمة قال تعالى: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ﴾ [البقرة: 266] هذا فيه عارض آخر رابع، وهو أن الإنسان يُبطل أعماله بالسيئات وبظلم الناس. فهذا يُبطل العمل إن كان شركًا بالله عز وجل؛ لأن المشرك لا يُقبل منه عمل، أو أنه يأخذ ثواب المنفق لغيره.
الصفحة 1 / 518