×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس الثاني والسبعون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 286].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على عبدِهِ ورسولِهِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسَّك بسنَّته إلى يوم الدِّين.

*أما بعد:

فهذه الآية العظيمة: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ختم الله بها هذه السُّورة العظيمة: سورة البقرة.

والمناسبة بين هذه الآية ومَا قبلها: أنَّ الله سبحانه وتعالى لمَّا أنزل قوله تعالى: ﴿لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ[البقرة: 284]. فشقَّ ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتَوْا إلى النبي صلى الله عليه وسلم خائفين، وجَثَوْا على الرُّكب، فقالوا: يا رسول الله، كُلِّفنا من العمل ما لا نطيق، وقد أنزلت عليك آية لا نطيقها، يشيرون إلى قوله تعالى: ﴿وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ.

الآية تدل على أن الله يحاسب على ما في القلوب مِنَ النيات والخواطر والهواجس، وهذا يشقُّ عليهم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:


الشرح