الدرس الواحد
والخمسون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ٢٠٣ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا
وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ٢٠٤ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ
ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ
فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ٢٠٦ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ
وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾
[البقرة: 203-207].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلى اللهُ وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنَا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسَّك بسنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فمِنًى
هو المشعر الذي جعله سبحانه وتعالى لنزول الحجاج بعدما يأتون مِنْ عرفات ومزدلفة،
ينزلون في منًى ويقيمون فيها؛ لأداء المناسك، فقال: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾، فالأيام المعدودات هي أيام
منًى؛ يوم العيد وأيام التشريق، أربعة أيام: يوم العيد ثم بعده أيام التشريق:
ثلاثة أيام. في هذه الأربعة تُؤَدَّى مناسكُ عظيمة، وأداؤها ذكرٌ لله سبحانه
وتعالى.
وقوله:
﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ
أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾، أي: أدُّوا في هذه الأيامِ
بقية مناسك الحج، وذلك برمي الجمار؛ جمرة العقبة يوم العيد، والجمار الثلاث بعد
يوم العيد. فرمي الجمار ذكرٌ لله سبحانه وتعالى وعبادة لله؛ ولذلك تكبِّر الله على
كل حصاة، كل حصاة ترمي بها الجمرة تكبِّر،
الصفحة 1 / 518