×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

ترفع يدك وتكبِّر؛ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيِ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل »  ([1]).

فأنت حينما ترمي الجمار تذكر الله سبحانه وتعالى بالقول وبالفعل. بالقول تُكَبّر، وبالفعل ترمي الجمار عبادة لله سبحانه وتعالى، وليس الذي يُرمَى هو الشيطانُ كما يعتقد بعض العوامِّ - أو الكثير من العوامِّ - فالعبادات كلها في الحقيقة هي إغاظة للشيطان بلا شك، ومنها رميُ الجمار، لكن ليس هو المقصود، المقصود هو ذكر الله سبحانه وتعالى.

ولذلك يغلط الذين يقولون: نرمي الشيطان، الشيطان الكبير، والشيطان الصغير والأوسط. هذا غلطٌ، هذا ما أنزل الله به مِنْ سلطان، وإنما نقول: نرمي الجمار طاعة لله سبحانه وتعالى.

ورمي الجمار مرتَّب:

في اليوم الأول الذي هو يوم العيد، جمرة واحدة التي هي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده مع كلِّ حصاة ويقول: الله أكبر.

وفي الأيام التي بعد يوم العيد: يرمي الجمرات الثلاث: الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، بالترتيب، يبدأ مِنَ الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى. كل جمرة بسبع حصيات. هذا رمي الجمار، وهو ذكرٌ لله سبحانه في هذه الأيام.

ووقته: وقت رمي الجمار بالنسبة لجمرة العقبة يوم العيد: يبدأ وقتُه مِنْ منتصف الليل، ليلة العاشر، للضعفاء والمرضى ومَنْ في حكمهم. أما الأقوياء فالأفضل أن يرموها ضحًى.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1888)، وأحمد رقم (25080)، والحاكم رقم (1685).