ترفع
يدك وتكبِّر؛ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ
بِالْبَيْتِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيِ الْجِمَارِ
لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([1]).
فأنت
حينما ترمي الجمار تذكر الله سبحانه وتعالى بالقول وبالفعل. بالقول تُكَبّر،
وبالفعل ترمي الجمار عبادة لله سبحانه وتعالى، وليس الذي يُرمَى هو الشيطانُ كما
يعتقد بعض العوامِّ - أو الكثير من العوامِّ - فالعبادات كلها في الحقيقة هي إغاظة
للشيطان بلا شك، ومنها رميُ الجمار، لكن ليس هو المقصود، المقصود هو ذكر الله سبحانه
وتعالى.
ولذلك
يغلط الذين يقولون: نرمي الشيطان، الشيطان الكبير، والشيطان الصغير والأوسط. هذا
غلطٌ، هذا ما أنزل الله به مِنْ سلطان، وإنما نقول: نرمي الجمار طاعة لله سبحانه
وتعالى.
ورمي
الجمار مرتَّب:
في
اليوم الأول الذي هو يوم العيد، جمرة واحدة التي هي جمرة
العقبة بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده مع كلِّ حصاة ويقول: الله أكبر.
وفي
الأيام التي بعد يوم العيد: يرمي الجمرات الثلاث: الصغرى ثم
الوسطى ثم الكبرى، بالترتيب، يبدأ مِنَ الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى. كل جمرة بسبع
حصيات. هذا رمي الجمار، وهو ذكرٌ لله سبحانه في هذه الأيام.
ووقته: وقت رمي الجمار بالنسبة لجمرة العقبة يوم العيد: يبدأ وقتُه مِنْ منتصف الليل، ليلة العاشر، للضعفاء والمرضى ومَنْ في حكمهم. أما الأقوياء فالأفضل أن يرموها ضحًى.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1888)، وأحمد رقم (25080)، والحاكم رقم (1685).