الدرس الثامن
والخمسون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ
زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن
يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ
ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ٢٣٠ وَإِذَا
طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ
أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ
وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم
مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾
[البقرة: 230- 232].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله أصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فقد
تقدَّم في الآية التي قبل قوله تعالى: ﴿فَإِن طَلَّقَهَا﴾
تقدم أن الطلاق يكون على فترتين ﴿ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ﴾ [البقرة:
229] بأن يطلقها واحدة، ثم يتركها في العدة فإن شاء راجعها وإن شاء تركها حتى
تنقضي عدتها، ثم تَبِين منه. ثم إذا طلقها مرة ثانية بعد الطلقة الأولى، فكذلك له
أن يراجعها ما دامت في العدة.
وفي هذه الآية: ﴿فَإِن طَلَّقَهَا﴾ [البقرة: 230]. يعني: الثالثة، الطلقة الثالثة حينئذٍ انتهى عدد الطلقات واستنفد الطلاق، فبانت منه بينونة
الصفحة 1 / 518