الدرس الواحد
والستون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ
لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ
خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا
لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 238- 239].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فهذه
الآيات، وهي قوله تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ﴾
[البقرة: 238] إلى قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة:
242] هذه الآيات لا تزال في سياق واحد، وهي في أحكام المطلقات والعِدد. ولكن الله
سبحانه وتعالى جاء بهذه الآية: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ﴾
[البقرة: 238] بين هذه الآيات، والحكمة في ذلك - والله أعلم - من أجل أن هذه
الأحكام الشرعية تحتاج إلى تنفيذ وعمل، والإنسان بضعفه قد لا يستطيع أو لا يكمل
هذه الأحكام الشرعية.
فالصلاة تُعِينه على القيام بما أوجب الله عليه، الصلاة لها مزية، تُعِين المسلم على مَهامِّ حياته العاجلة والآجلة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153].
الصفحة 1 / 518