×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس السابع والأربعون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٩٥ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [البقرة: 195، 196].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبدِهِ ورسوله نبيِّنَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

فقوله تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ، لما ذكر في الآيات السابقة الأمر بالجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل، وهذا جهاد بالنفس، ذكر الجهاد بالمال؛ لأن الجهاد بالنفس يحتاج إلى مال؛ مِنْ إعداد العدة، وتجهيز الغزاة، وغير ذلك مِنْ كلف الجهاد.

والجهاد بالمال مقدمٌ على الجهاد بالنفس في القرآن وفي السنة، ﴿وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ [التوبة: 41] فالجهاد في سبيل الله يكون بالنفس: بحمل السلاح ودخول المعركة. ويكون بالمال، والجهاد بالمال مقدَّم على الجهاد بالنفس؛ لأن الجهاد بالنفس لا يتم ولا يقوم إلا بالمال؛ ولذلك قدمَّه الله عز وجل.


الشرح