×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس الرابع والأربعون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١٨٨ يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [البقرة: 188، 189].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسّك بسنَّته إلى يوم القيامة.

*أما بعد:

فلا شك أن الأموال نعمةٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى على عباده، وقد سَمَّى الله المال خيرًا في قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ[البقرة: 180]، ﴿إِن تَرَكَ خَيۡرًا، أي: مالاً كثيرًا، سمى اللهُ المالَ خيرًا.

وقال سبحانه وتعالى في وصف الإنسان: ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ [العاديات: 8]، والمراد بـ ﴿الْخَيْرِ هنا: المال، فالإنسان يحب المال كما قال تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا [الفجر: 20]، فالمال في حدِّ ذاته نعمةٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى.

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُؤۡتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمۡوَٰلَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ قِيَٰمٗا [النساء: 5]، جعل الله الأموال قيامًا للناس، قيامًا لمصالحهم ومعايشهم، ونهى سبحانه وتعالى عن إضاعة الأموال؛ لأنها إضاعة لما هو مِنْ قوام حياتهم، 


الشرح