الدرس الخامس
والأربعون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ
وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا
وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾
[البقرة: 189]
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبده ورسولِهِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فقد
قال الله جل وعلا: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾، فالله جعل الأهلة لأجل أن يعرف الناسُ مواقيت
عباداتهم، ومواقيت معاملاتهم. فالشهر يُعْرَف بالهلال دخولاً وخروجًا.
لا
يجوز لأحد أن يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين، ويقول: هذا مِنْ
باب زيادة الخير، أو يقول: هذا مِنْ باب الاحتياط. الله لا يقبل الزيادة، وإنما
يقبل مِنْ عباده ما شرعه لهم. أما أنهم يزيدون شيئًا مِنْ عند أنفسهم فالله جل
وعلا لا يقبله، لا يجوز للإنسان أن يزيد على ما شرعه الله، ويصوم قبل رمضان بيوم
أو بيومين، ويقول: هذه زيادة خير.
نقول: لا، هذه زيادة شر وليست خيرًا، الخير فيما شرعه الله سبحانه وتعالى. والله أمرك أن تصوم إذا دخل الشهر، ونهاك النبي صلى الله عليه وسلم أن تصومَ قبل دخول الشهر، وتقول: هذه زيادة خير، أو احتياط. أو ما أشبه ذلك!!
الصفحة 1 / 518